ولينصر الرجل أَخَاهُ ظَالِما كَانَ أَو مَظْلُوما ".
(أ) قَوْله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة هُوَ مصدر لفعل مَحْذُوف تَقْدِيره: أَتَدعُونَ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة؟ ! على جِهَة الِاسْتِفْهَام والتوبيخ، وَلذَلِك قَالُوا فِي الْجَواب: لَا. وَلَا يحسن أَن يكون التَّقْدِير: هَذِه دَعْوَى الْجَاهِلِيَّة؛ لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لم يَقُولُوا: لَا.
(ب) وَقَوله: " فَلَا بَأْس " أَي لَا بَأْس فِي هَذِه الدَّعْوَى.
(ج) قَوْله: ظَالِما أَو مَظْلُوما تَقْدِيره: " ظَالِما كَانَ " وَهُوَ خبر كَانَ. وَمثله: قَول الشَّاعِر:
(لَا تقربن الدَّهْر آل مطرف ... إِن ظَالِما فيهم وَإِن مَظْلُوما)
(71) وَفِي حَدِيثه قَوْله لِابْنِ أم مَكْتُوم: " فَإِن سَمِعت الْأَذَان فأجب وَلَو حبوا أَو زحفا ". تَقْدِيره: وَلَو أتيت حبوا أَو زحفا. وَهُوَ مصدر فِي مَوضِع الْحَال أَي حابيا أَو زاحفا.
(72) وَفِي حَدِيثه فِي قتل كَعْب بن الْأَشْرَف: " مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ ريحًا ".