على هَذَا يجوز نَصبه على أصل الْبَاب، وَرَفعه على مَا قَدرنَا. وَمثل هَذَا قَول الفرزدق:
(وعض زمَان يَابْنَ مَرْوَان لم يدع ... من المَال إِلَّا [مسحتا] أَو مجلف)
(فمجلف) مَرْفُوع على تَقْدِير: بقى مجلف، ومسحتا بِالنّصب على أصل الْبَاب، ويروى مسحت بِالرَّفْع على مَا قَدرنَا.
(389) وَفِي حَدِيثهَا: " نعم الْمَرْء كَانَ عَامر " الْمَرْء فَاعل نعم، بعْدهَا خبر كَانَ. وَيكون فِي كَانَ ضمير الشَّأْن والقصة كَمَا تَقول: كَانَ نعم الرجل زيد.
و" زيد نعم الرجل كَانَ " لَيْسَ من ضمير الشَّأْن؛ لِأَن ضمير الشَّأْن مصدر على الْجُمْلَة، وَإِنَّمَا يَنْبَغِي على هَذَا أَن يكون اسْم كَانَ مضمرا فِيهَا وَهُوَ (عَامر) ، وَتَكون الْجُمْلَة الْمُتَقَدّمَة خَبرا لَهَا مقدما. وَنَظِير زِيَادَة كَانَ هُنَا كَقَوْلِه: مَا كَانَ أحسن زيدا.
(390) وَفِي حَدِيثهَا: " لد رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فِي مَرضه فَأَشَارَ: أَن لَا تلدوني قُلْنَا: كَرَاهِيَة الْمَرِيض الدَّوَاء " كَرَاهِيَة بِالرَّفْع خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي: هَذَا الِامْتِنَاع كَرَاهِيَة. وَيحْتَمل النصب على أَن يكون مَفْعُولا لَهُ، أَي: نَهَانَا لكراهية الدَّوَاء.
وَيجوز أَن يكون مصدرا أَي: كرهه كَرَاهِيَة الدَّوَاء.
(391) وَفِي حَدِيثهَا حَدِيث أم زرع: