(339) وَفِي حَدِيث معَاذ بن أنس الْجُهَنِيّ: " أَن رجلا [سَأَلَهُ فَقَالَ:] أَي الْمُجَاهدين أعظم أجرا؟ قَالَ: أَكْثَرهم لله ذكرا " (أَي) مُبْتَدأ واستفهام، (وَأعظم) خبر الْمُبْتَدَأ، (وَأَجرا) تَمْيِيز، وَكَذَلِكَ (أَكْثَرهم ذكرا) ، وَكَذَلِكَ بَاقِي الحَدِيث.
(340) وَفِي حَدِيثه: " من ترك أَن يلبس صَالح الثِّيَاب، وَهُوَ يقدر عَلَيْهِ تواضعا لله ".
" أَن يلبس " مفعول (لترك) أَي: ترك لبس صَالح الثِّيَاب، و " هُوَ يقدر " جملَة فِي مَوضِع الْحَال، و " تواضعا " يجوز أَن يكون مَفْعُولا لَهُ [أَي:] للتواضع، وَأَن يكون مصدرا فِي مَوضِع الْحَال أَي: متواضعا.
(341) وَفِي حَدِيثه: " الْجفَاء كل الْجفَاء، وَالْكفْر كل الْكفْر، والنفاق كل النِّفَاق، من يسمع مُنَادِي الله يُنَادي بِالصَّلَاةِ، وَيَدْعُو إِلَى الْفَلاح وَلَا يُجيب ".
(الْجفَاء) فِي الأَصْل مصدر وَهُوَ هَهُنَا مُبْتَدأ، (وكل الْجفَاء) توكيد، (وَالْكفْر والنفاق) معطوفان على الْجفَاء، و " من سمع " خبر مُبْتَدأ وَلَا بُد فِيهِ من حذف مُضَاف تَقْدِيره: " إِعْرَاض من سمع "؛ لِأَن " من " [جثة] بِمَعْنى شخص أَو إِنْسَان، والجفاء لَيْسَ بالإنسان، وَالْخَبَر يجب أَن يكون هُوَ الْمُبْتَدَأ أَي: فِي الْمَعْنى، والإعراض هُنَا جفَاء.