(256) وَفِي حَدِيثه: " فَقضى رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] بديتها على الْعَاقِلَة وَفِي جَنِينهَا غرَّة عبد أَو أمة ". التَّقْدِير: وَقَالَ: فِي جَنِينهَا غرَّة فَحذف القَوْل للْعلم بِهِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَإِذ يرفع إِبْرَاهِيم الْقَوَاعِد من الْبَيْت وَإِسْمَاعِيل رَبنَا تقبل منا} أَي: يَقُولَانِ. وَهُوَ كثير فِي الْقُرْآن [والْحَدِيث] وَغَيره.
(257) وَفِي حَدِيثه: " لقد ظَنَنْت يَا أَبَا هُرَيْرَة، أَن لَا يسألني عَن هَذَا الحَدِيث أحد أول مِنْك " نصب " أول " هُنَا على الْحَال؛ لِأَنَّهُ فِي معنى: لَا يسألني عَن هَذَا الحَدِيث أحد سَابِقًا، وَجَاز نصب الْحَال من النكرَة؛ لِأَنَّهَا فِي سِيَاق النَّفْي فَتكون عَامَّة، كَقَوْلِهِم: مَا كَانَ أحد مثلك، وَمَا فِي الدَّار أحد خيرا مِنْك.
(258) وَفِي حَدِيثه: " فَقَالَ: مَا أخرجكما من بيوتكما هَذِه السَّاعَة؟ قَالَا: الْجُوع يَا رَسُول الله! قَالَ: وَأَنا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لأخرجني الَّذِي أخرجكما ".
التَّقْدِير: لقد أخرجني الَّذِي أخرجكما. كَقَوْل امْرِئ الْقَيْس:
(حَلَفت لَهَا [بِاللَّه] حلفة فَاجر ... لنا موا؛ فَمَا إِن من حَدِيث وَلَا صالي)