الضم الضم، كما أتبع أولئك الكسر الكسر، ويجوز في النحو الحمدَ لله بفتح الدال وقد رُويت عن الحسن أيضًا تجعله مصدرًا لحمدتُ أحمدُ حمدًا فأنا حامدٌ. ودخلت الألف واللام في المصدر تخصيصًا، كما تقول النجا النجا أي انج انج. قال الله تبارك وتعالى: (فضرب الرقاب)، أي اضربوا. وقرأ عيسى بن عمر: (فصبرًا جميلاً) أي فاصبروا صبرا. قال الشاعر:
يشكو إلى جملي طول السُّرى ... صبرًا جميلاً فكلانا مبتلَى
وقال العَجَّاج:
أطربا وأنت قنسري ... والدهر بالإنسان دواري
أفني القرون وهو قعسري
أي أتطرب وأنت شيخ!. وهذه الوجوه الأربعة في الحمد وإن كانت سائغة في العربية، فإني سمعت ابن مجاهد يقول: لا يُقرأ بشيء من ذلك إلا بما عليه الناسُ في كل مصرٍ الحمدُ للهِ، بضم الدال وكسر اللام.
ومعنى الحمد لله: الشكر لله، وبينهما فصل؛ وذلك أن الشكر لا يكون إلا مكافأة كأن رجلا أحسن إليك فتقول: شكرت [له] فعله، ولا تقول حمدت له. والحمد الثناء على الرجل بشجاعة أو سخاء؛ فالشكر يوضع موضع الحمد والحمد لا يوضع موضع