أما ابن الرومي فليس من هواة الصناعة اللفظية ولم يكن يشغل باللفظ كثيرا وانما كان يجانس لمعنى يراه هو ولا يجانس لتزويق فارغ ولهو سخيف، ومن مليح ما جاء له:

للسود في السود آثار تركن بها ... لمعا من البيض تثني أعين البيض

فالسود الأول: الليالي، والسود الآخر: شعرات الرأس واللحية والبيض الأول الشيبات والبيض الآخر النساء.

وقوله:

فيسبيك بالسحر الذي في جفونه ... ويصبيك بالسحر الذي هو نافثه

أو مثل هذا البيت:

تصيب إذا حكمت وإن طلبنا ... لديك العرف كنت حيا تصوب

أو مثل هذا البيت:

ليس ينفكّ طيرها في اصطحاب ... تحت أظلال أيكها واصطخاب

وهكذا كان في كل تجنيسه الذي لا تعسف فيه وليس هو بالكثير البارز في ديوانه الكبير فإذا جنس في غير ذلك فهو عابث متعمد للعبث وليس بملفق محسّنات ولا بطالب تزويق كما قال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015