والقول في حب الأوطان كثير، ومما يؤكد ما قلناه في حب الأوطان قول الله عز وجل «ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم» فسوّى بين قتل أنفسهم وبين الخروج من ديارهم، وقال تعالى: «وما لنا أن لا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا» .

وقال بعضهم «من أمارات العاقل بره لإخوانه، وحنينه لأوطانه، ومداراته لأهل زمانه» .

وقيل لأعرابي: كيف تصنع في البادية إذا اشتد القيظ وانتعل كل شيء ظله؟ قال: وهل العيش إلا ذاك، يمشي أحدنا ميلا فيرفضّ عرقا ثم ينصب عصاه ويلقي عليه كساءه ويجلس في فيئه يكتال الريح فكأنه في إيوان كسرى.

وقال يحيى بن طالب الحنفي من شعراء الدولة العباسية:

ألا هل إلى شم الخزامى ونظرة ... إلى قرقرى قبل الممات سبيل

فأشرب من ماء الحجيلاء شربه ... يداوى بها قبل الممات عليل

فيا أثلات القاع قلبي موكل ... بكن وجدوى خيركنّ قليل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015