وقد آن أن نورد لك الحديث البليغ الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بشأن الخضر والحديث الآخر الذي تحدث به عن لقاء موسى والخضر:
الحديث الأول: روي عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أحدثكم عن الخضر؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال: بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب فقال: تصدق عليّ بارك الله فيك، فقال الخضر: آمنت بالله ما شاء من أمر يكون ما عندي شيء أعطيكه فقال المسكين: أسألك بوجه الله لما تصدقت عليّ، فإني نظرت السماحة في وجهك، ورجوت البركة عندك فقال الخضر: آمنت بالله ما عندي شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني فقال المسكين: وهل يستقيم هذا؟ قال: نعم، أقول: لقد سألتني بأمر عظيم أما إني لا أخيبك بوجه ربي بعني قال:
فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شيء، فقال: إنما اشتريتني التماس خير عندي فأوصني بعمل، قال: أكره أن أشق عليك إنك شيخ كبير ضعيف، قال: ليس يشقّ عليّ، قال: قم فانقل هذه الحجارة وكان لا ينقلها دون ستة نفر في اليوم فخرج الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة، قال: أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه قال: ثم عرض للرجل سفر فقال: إني أحبك أمينا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة، قال: وأوصني بعمل، قال: إني أكره أن أشق عليك، قال: ليس يشقّ علي، قال: فاضرب من اللّبن بيتي حتى أقدم عليك، قال:
فمر الرجل لسفره، قال فرجع الرجل وقد شيّد بناءه، قال: أسألك بوجه الله ما سببك؟ وما أمرك؟ قال: سألتني بوجه الله ووجه الله