ويجوز أن يكون حالاً من الضمير الذي في الظرف، الذي هو (مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) (?) .
ويجوز أن يكون حالاً من الذكر الذي في «خلت» ومتى جعلت الشيء حالاً لم يجز أن تكون عنه حال أخرى.
ومن ذلك قوله تعالى: (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ) (?) .
قيل: الباء زيادة. ومعنى «منعنا» : اقتضى منا ألا نفعل. وكل ما أوجب ألا يفعل شيء فهو مانع منه، وإن لم تزل القدرة عليه، وموضع «أن نرسل» نصب، لأنه مفعول «منع» .
وقيل: الباء في «بالآيات» باء الحال، أي: نرسل رسولنا ومعه الآيات.
ومن ذلك قوله: (يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ) (?) .
قال أبو علي: لا تكون الباء زائدة، لأن الفاكهة لا تدعى، فتكون على وجهين.
إما أن تكون حالاً من الداعين، أي: يدعون مقدرين فيها الملابسة بكل فاكهة، فيكون كقولهم: خرج بناقته، وركب بسلاحه.
وإما أن تكون صفة للمصدر المحذوف، كأنه: يدعون فيها دعاء بكل فاكهة، أي: قد التبس الدعاء بكل فاكهة.