ولعل الحارثي لم يحتج بهذه الآية لهذا المعنى، واحتج بقراءة الذمارى:

(قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ) (?) ، وقد رجحنا قول قطرب على ذلك.

ومن ذلك (فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ) (?) أي: من دين الله، فيكون «فى شىء» حالاً من الضمير في «من الله» .

ومعنى «ليس من الله» البراءة وخلاف الموالاة، ألا تر

ى إلى قوله: عرينٌ من عرينة ليس منىِّ ... برئت إلى عرينة

من عرين (?) وقد يكون [منه] قوله: (لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) (?) .

ومن ذلك قوله تعالى: (وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) (?) .

وقوله: (وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ) (?) أي: تمشون ولكم هذا النور.

فيجوز أن يكون ذلك علماً للمؤمنين وفصلاً لهم ممن خالفهم ورغب عن دينهم.

ومن ذلك قوله: (قالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ) (?) .

قال أبو علي: (فِي أُمَمٍ) متعلق ب «ادخلوا» ولا يجوز أن يتعلق «بخلت» نفسه، لتعلق حرف الجر به. و «فى النَّار» يجوز أن يكون صفة ل «أمم» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015