ومن ذلك قوله تعالى: (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) (?) أي: دأبهم كدأب آل فرعون، فحذف المبتدأ، وقيل: بل الكاف في موضع النصب، أي: يتوقدون في النار توقدا مثل توقد آل فرعون، وكدأب آل فرعون.

ومنه قوله تعالى: (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ) (?) أي: الأمر ذلك.

وكذا: (ذلِكَ وَمَنْ عاقَبَ) (?) أي: الأمر ذلك.

فأما قوله تعالى: (ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ) (?) «فذلك» مبتدأ و «الباء» خبره.

ولا يجوز أن يكون التقدير: الأمر ذلك، لأنه يبقى «الباء» لا تعلق له بشىء.

وأما قوله تعالى: (وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) (?) فالتقدير: هو سحر مستمر، أو: هي سحر مستمر.

ومثله: (هذا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ) (?) (هذا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ) (?) أي: الأمر هذا.

وأما قوله (هذا فَلْيَذُوقُوهُ) (?) اعتراض. وقوله (حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ) (?) خبر. و «الغساق» ، هو الحميم. كما تقول: زيد ظريف وكاتب، فتجعل «الكاتب» صفة للظريف، فتخبر عنه بهما.

ولو كان «الحميم» غير «الغساق» لوجب تثنية المبتدأ. الذي هو «هذا» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015