فصل:

قوله تعالى: (إِذْ قَالَ)، موضع (إذ) نصبَ من وجهين:

أحدهما: أنّ يكون على إضمار (اذكر) كأنّه قال: اذكر إذ قال إبراهيم، وهذا قول الزجاج.

والثاني: أنّ يكون معطوفا على قوله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ)، كأنّه قال: ألم تر إذ قال إبراهيم. وإذا كان معنى فصُرهن إليك: قطعهن، فـ (إليك) من صلة (خذ). كأنّه قال: خذ إليك أربعةً من الطير فصُرهن.

وإذا كان معناها: أملهنّ واعطفهُن، فـ (إليك) متعلقة يه.

وهذه الألف التي في قوله (أولم تُؤمن) ألف تحقيق وإيجابٍ، كما قال جرير:

ألستُم خيرَ مَن ركبَ المطايَا ... وأندَى العَالمينَ بُطونَ راحِ

والطير: جمع طائر. مثل راكب وركب وصاحب وصحب، والطير مؤنثة.

ونصب (سعيا) على الحال، والعامل فيها (يَأْتِينَكَ).

وقوله (أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) في موضع نصب بـ (اعْلَمْ).

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015