وأرشد إلى ما به الفلاح والنجاح، وجعل ذلك في أربع مسائل تعلمها من مقتضى الإسلام.
1- العلم ثم بين المراد به بأنه معرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة.
2- العمل به.
3- الدعوة إليه.
4- الصبر على الأذى فيه.
ثم استدل على هذه المسائل الأربع بسورة من سور القرآن وهي قوله تعالى:
{وَالْعَصْرِ إِنَّ الأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} 1.
والاستدلال من هذه السورة واضح (فآمنوا) أي علموا، وهذا التفسير لاقتران العمل بالإيمان، وحيث أطلق الإيمان شمل العلم والقول والعمل، (وعملوا الصالحات) دلت على وجوب العمل بالعلم، و (تواصوا بالحق) دلت على وجوب الدعوة إليه، و (تواصوا بالصبر) دلت على وجوب الصبر على الأذى فيه.
فهل ينكر هذا الاستدلال ومطابقته بما استدل عليه إلا مكابر معاند، وهذا غير معتبر.
وقد سبق إلى هذا الاستدلال الإمام الشافعي - رحمه الله - بقوله: (لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم) .