خاتمة
فهل مثل هذا يصدر من غير عارف بالكتاب والسنة؟ بل لا يصدر إلا من عارف عامل، والذي عنده أدنى شك أو ريب، فليرجع إلى هذه المؤلفات التي طبعتها الجامعة فأوجدتها ويسرتها لكل طالب علم رائده الحقيقة، فلم يبق عذر لمن انطلت عليه وهميات ودعايات حاقدة، أو مقلدة تقليدا أعمى، أو كاذبة على هذا الشيخ الذي امتزج حب الكتاب والسنة بلحمه ودمه، وخلف أثره في مؤلفاته.
فنسأل الله أن ينفعنا بعلومه وسائر علماء المسلمين.. وهذا ما تيسر من الكتابة حول اعتماد فقه الشيخ محمد بن عبد الوهاب في دعوته على الكتاب والسنة، والذي سلكت فيه بيان شيء من القواعد التي سار عليها في الفروع، واكتفيت فيها عن التمثيل بالجزئيات من مؤلفاته الفقهية تلافيا للإطالة. وإنما استرسلت قليلا في التمثيل من مؤلفاته في العقائد والأخلاق والآداب؛ لكونها الأصل وأساس الدعوة ومحط الأنظار، ولفت النظر في الباب الرابع إلى مؤلفاته ومصنفاته فيما عدا ذلك، معتذرا للقارئ عن قصور في التعبير أو تقديم ما حقه التأخير أو العكس، أو تخريج بعض الأحاديث.
وإمامنا غني عن التعريف، فمؤلفاته واضحة تنبئ عن نفسها لاسيما وأن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جمعتها ورتبتها ونسقتها، لتيسر للقارئ الاطلاع على ما يريد من مؤلفات الشيخ في العقائد والأخلاق والآداب وأحاديث الأحكام، والفقه الذي اختصره أو ابتدأ تأليفه تسهيلا وتيسيرا على القارئ، وما كتبته إسهاما فيما عزمت عليه جامعة الإمام محمد بن سعود على إقامة أسبوع عن الشيخ ودعوته.
والله ولي التوفيق.. وصلى الله على محمد.