ثم تكلم الشيخ على الذين يقولون لا يقرأ الكتاب لعدم إمكان فهمه، واستدل علي بطلان قولهم بنصوص من القرآن - تدل على عموم قراءته في كل زمان ومكان، وأن فهمه ممكن لكل إنسان، كقوله تعالى: {وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْراً مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْراً} 1.
وقوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} 2.
وقوله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} 3.
فدل هذا الاستدلال من الشيخ على أن الفهم والاستنباط من الكتاب باق إلى يوم القيامة، وأن كل قول مخالف للكتاب والسنة فهو مطروح مضروبا به الحائط قديما كان أو حديثا.
وإذا عرف هذا من الشيخ بقوله فقد أتبعه الفعل حيث استدل على دعوته في تأليفاته من الكتاب والسنة.