Q ما قول السادة العلماء في حديث الأعمى الذي رواه الترمذي في التوسل، وما ردهم على من يقول: إن توجيهه بأن النبي صلى الله عليه وسلم أرشده إلى التوسل بدعائه توجيه لا يستقيم؛ لأنه ورد في روايات هذا الحديث المذكور لفظ: (اللهم! إني أتوسل إليك بنبيك) الحديث؟
صلى الله عليه وسلم هذا تأويل بعيد، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم لابد أنه دعا له بأن يشفى وأن يرد الله تعالى عليه بصره، ثم أمره بأن يدعو أن يتقبل الله تعالى دعوة نبيه، فكونه قال: (اللهم! إني أدعوك وأتوسل إليك بنبيك محمد نبي الرحمة.
يا محمد! إني أتوسل بك إلى ربي بحاجتي تقضى) فالمراد: أتوسل بدعائك الذي دعوته، وأرجو الله تعالى أن يقبله حتى تقضى حاجتي.
فهذا هو حقاً المعنى الصحيح، ولهذا كان ذلك يوم الخصائص، ولو كان كما يقول هؤلاء القبوريون: إنه يباح دعوة الأموات ودعوة الرسول لاستعمل هذا الدعاء كل من فقد البصر فعاد إليه بصره كما عاد إلى ذلك الأعمى، فلما وجد من استعمله فلم يبصر دلّ على أن استعماله بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم لا يجوز، وأنه خاص بحال حياته.