Q ماذا يترتب على قول من يقول: إن القرآن مخلوق؟
صلى الله عليه وسلم يترتب عليه إنكار أن الله تعالى متكلم، وهو إنكار صفة كمال، ثم أيضاً يترتب عليه إنكار الأدلة التي دلت على ذلك، فالله أضافه إلى نفسه فقال: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ} [التوبة:6] ، وقال تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ} [الفتح:15] ، وقال تعالى: {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ} [البقرة:75] ، فالذين يقولون: إنه مخلوق ينكرون نزول هذه الآيات، ثم نقول: ما الذي حملهم على اعتقاد عقيدتهم؟ نقول: ذلك أنه خيل إليهم أن الكلام إنما يصدر من متكلم له لسان وشفتان ونحو ذلك، فقالوا: لو أثبتنا الكلام لله لأثبتنا هذه الصفات، وإذا أثبتناها أثبتنا تجسيماً وتشبيهاً ونحو ذلك.
فهكذا اعتقدوا، ولا شك أن من أنكر أن الله متكلم فقد وصفه بالنقص، ولعله يأتينا في صفة الكلام الأدلة على ذلك.