Q ما هو الحكم في العوام الذين يتبعون أصحاب المذاهب المنحرفة عن طريق أهل السنة والجماعة، لكن هؤلاء العوام لا يعرفون عن عقائد تلك المذاهب شيئاً، فهل هم على الفطرة؟
صلى الله عليه وسلم لاشك أن العوام لا يدرون ما هو الصواب، ولكن في العادة أنهم يقلدون من يرونه عالماً ويحسنون الظن به، فإذا رأوا عالماً جهبذاً نحريراً بليغاً فصيحاً كثير المعلومات والمحاضرات اعتقدوا أنه بحر لا ساحل له، وأن الصواب في جانبه، وأن من خالفه فإنه مخطئ، ولم يكونوا يعرفون غيره، فينخدعون به ويتبعونه، ولاشك أنهم مخطئون، وأن الواجب عليهم البحث واتباع الصواب، فيدخلون في قول الله تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا} [البقرة:166-167] ، فهم لابد أنهم يتبرءون منهم في الآخرة، وكل منهم يدعي أنه هو الذي أضل صاحبه أو أنه ضل بسببه.
فعلى كل حال عليك أن تنصح العوام وتبين لهم الخطأ الذي وقعوا فيه، وأن الصواب هو قول أهل السنة، وتطلعهم على كتب سلف الأمة أهل القرون المفضلة، فإنه لا يوجد فيهم -والحمد لله- من هو على مذهب المعتزلة، ثم أيضاً هم المعترف بفضلهم وبحفظهم للسنة، فإذا أصروا على ذلك فإنك قد سلمت من الإثم وأقمت عليهم الحجة.