Q ما حكم ذهاب المرأة لوحدها مع سائق أجنبي داخل المدينة؟ وما الحكم إذا كان عدد النساء اثنتين فما فوق، وما حكم ذهاب النساء إلى الحفلات التي تقام في الفنادق؟
صلى الله عليه وسلم يكاد يستدعي هذا توسعاً، ولكن نقول: على المرأة أن تتحفظ وتتثبت وتعمل بما أمرها الله، قال الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب:33] ، فلا تذهب إلا لأمر ضروري، وكونها -مثلاً- تضطر وتذهب إلى الأسواق إذا كان هناك ضرورة ولم تجد من يقوم مقامها ولا من تبعثه لقضاء أو لشراء غرض تحتاجه فلا بأس بدخولها الأسواق، أما ركوبها مع السائق فلا يجوز ذلك على الإطلاق؛ لحديث النهي عن الخلوة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان) ، فإن كان هناك ضرورة كذهابها إلى المستشفى لمرض أو نحو ذلك فيكون بقدر الحاجة، والأولى أن تركب معها امرأة أخرى، ولو إحدى جيرانها أو قريباتها، فإذا ذهبت إلى السوق أو المستشفى ولم تجد محرماً وكان ذلك لضرورة تستصحب معها امرأة أخرى حتى لا يحصل الانفراد ولا تحصل الخلوة، ولأنه إذا كانتا اثنتين أو ثلاثاً كان ذلك أبعد عن الريبة والتحدث مع السائق أو تحدث السائق معها أو نحو ذلك.
وأما ذهابها إلى بيوت الحفلات فلا يجوز إذا كان فيها منكر، وأما إذا لم يكن فيها منكر فلعل ذلك مباح وجائز، وهو مما اعتيد عليه إذا كانت بيوت الحفلات والأعراس ونحوها فيها اجتماع نساء وليس فيها رجال، والأغاني التي فيها ليست أغاني تشبيب ونحو ذلك، وليس فيها طبول وإنما فيها الدف الذي أمر بضربه، فلعل ذلك مما يتسامح فيه.