Q تذكر كتب المصطلح رواية المبتدع وهل هي مقبولة أم لا والخلاف فيها وشروط قبول هذه الرواية، فما توجيه ذلك؟
صلى الله عليه وسلم البدع إما أن تكون مكفرة أو مفسقة، فالبدعة المكفرة لا يقبلون رواية صاحبها ولا كرامة، وذلك لأنهم يعتقدون أنه ليس من المسلمين، فكيف يكون عدلاً؟ أما البدع المفسقة فيقولون: ننظر في ذلك المبتدع، فإذا كان داعية من الدعاة إلى الرفض أو الاعتزال أو الجبر أو التعطيل أو التجهم أو الإرجاء أو نحو ذلك لم تقبل ولا كرامة، ولو كان حافظاً متقناً، وإذا روى حديثاً يقوي بدعته أو نحلته التي ينتحلها لم نقبله؛ لأن العادة أنه يتساهل بما يتعلق بمذهبه وبمعتقده.
أما إذا عرف منه الصدق ولم يكن من الدعاة إلى بدعته، وروى ما لا يقوي بدعته ولا صلة له بذلك فيروى عنه من باب الحرص على إثبات العلم.
ففي صحيح البخاري روايات كثيرة عن شيخ له اسمه عبيد الله بن موسى القواريري، وقد رمي بالتشيع، ولكن التشيع في ذلك الزمان ليس أهله هم الرافضة في هذا الزمان الذين يعبدون أهل البيت ويكفرون الصحابة ويطعنون في القرآن ويطعنون في السنة، بل هو يروي أحاديث في السنة وفي فضائل الصحابة، فروى عنه البخاري، وسبب ذلك علو السند؛ لأنه من المعمرين، فيروي عنه إيثاراً لعلو السند.