القيامة ليس بينه وبينه ترجمان"1.
وإنما عنى بذلك أهل التوحيد، وإن كان فيهم من استوجب العقوبة لأن مصيرهم بعد العقوبة الجنة، والله جل ثناؤه عفو كريم يعفو عمن يشاء ويعذب من يشاء.
"وأن لله عز وجل مائة اسم غير واحد فإنه وتر يحب الوتر من أحصاها دخل الجنة" 2، يؤثر ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الله عز وجل في محكم كتابه العزيز: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} . [الأعراف: 180] .
فمن آمن بهذا وصدق به فقد أفلح ولزم أمر الله تعالى، ومن كذب به بتأول أو احتجاج في إبطاله فقد ضل وزاغ عن الحق وهلك في الدارين، إلا أن يتوب توبة نصوحاً، يعلم الله تعالى من قلبه أنه مفارق لهذه الأهواء راجع إلى الحق وبالله التوفيق.
وأن الإيمان بهذه الأحاديث المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤية الرب جل وعلا يوم القيامة.
والقدر والشفاعة وعذاب القبر والحوض والميزان والرجم والنزول والحساب والجنة والنار ونحوها من الأحاديث والتصديق بها، وللعباد، أن يؤمنوا بها.
وعن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان إذا أصبح قال: الحمد لله الذي ذهب بالليل وجاء بالنهار. ونحن منه في عافية مرحباً بخلق جديد، مرحباً بكما من آخرين وكاتبين وحافظين، اكتبا بسم الله في غرة يومي هذا، أني أشهد الله الذي لا إله إلا هو وكفى بالله شهيداً، وأشهدكما على مقالتي هذه في ساعتي هذه، أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهاً واحداً أحداً صمداً، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أمين الله ووفيه وخيرة الله من خلقه، وأشهد أنه خاتم النبيين، وأنه لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم ورحمة الله وبركاته. وأشهد أن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور،