أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [النحل: 40] فمن زعم أن كن الذي به كون خلقه مخلوق فقد كفر، ومن وقف فقال لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق، كان محله محل من زعم أن القرآن مخلوق، ومن تكلم في اللفظ فقد بدع لأنه اخترع شيئاً لم يتكلم في السلف إلا رجل من أهل عصرنا، ممن كان ينتحل الحديث يقال له: الكرابيسي فنقل كلامه إلى إمامنا أبي عبد الله أحمد بن حنبل رضي الله عنه فبدعه وأنكر عليه أشد الإنكار، وأمر بمهاينته ومجانبته، ونهى عن مجالسته، فمات متهلكاً خائباً مخذولاً، ونحن نستوفق الله بتوفيقه ونستهديه بهداه، فإنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، ومتى ما تكلم في اللفظ، انشعب عليه فيه، فلم يتخلص المراد منه، وخيف عليه الفتنة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تماروا في القرآن فإن المراء فيه كفر" 1.

وقال عبد الله بن عمرو "سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوماً يتدارؤون في القرآن، فقال إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا الكتاب بعضه ببعض فلا تكذبوا بعضه ببعض ما علمتوه فقولوه، وما جهلتم فكلوه إلى عالمه"2. قالت عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلا {فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه} [آل عمران: 7] فهم الذين عنى الله عز وجل فاحذروهم3.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: {وما يعلم تأويله إلا الله} [آل عمران: 7] ويقول الراسخون في العلم آمنا به. قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا تضربوا القرآن بعضه ببعض فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم. وقال أبو موسى: من علم علماً فليعلمه الناس وإياه أن يقول ما لا يعلم فيكون من المتكلفين ويعوق من الدين.

وأشياء لهذه الأشياء كثيرة مما قد ذكره الأسالف من أهل العلم، الخوض

طور بواسطة نورين ميديا © 2015