9- اعتقاد بشر بن الحارث المتوفى سنة 227

قال أبو حفص عمر بن ياسر العطار: وأخرج صحيفة يزعم أنها بخط بشر بن الحارث1 رضي الله عنه دفعها إليهم، وقال تحفظوه، وتعلموه، فلتع أصل الإيمان، أولها شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، وإقرار بما جاءت به الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وعقد قلبه على ما ظهر من لسانه، ولم يشك في إيمانه، ولم يكفر أحد أحداً من أهل التوحيد بذنب، وأرجأ ما غاب من الأمور إلى الله عز وجل وعلم أن كل شيء بقضاء الله وقدره، والخير والشر من الله عز وجل، ورجأ لمحسن أمة محمد صلى الله عليه وسلم بإحسان عمله ولا ينزله النار بذنب اكتسبه، حتى يكون الله عز وجل ينزل خلقه حيث يشاء، ويعرف حق السلف رضي الله عنهم الذين اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم. وقدم أبا بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين، وترحم على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم صغيرهم وكبيرهم، وحدث بفضائلهم، وأمسك عما شجر بينهم، وصلى الجمعة والعيدين وعرفات مع كل أمير بر أو فاجر، والمسح على الخفين في الحضر والسفر، وأن يقصر الصلاة في السفر، والجهاد ماض منذ بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى خير عصابة، يقاتلون الدجال لا يضرهم جور جائر، والقرآن كلام الله عز وجل وتنزيله ليس بمخلوق، والبيع والشراء حلال إلى يوم القيامة، على حكم السنة والإيمان قول وعمل يزيد وينقص، والتكبير على الجنائز أربعاً،

1 الرباني القدوة أبو نصر بشر بن الحارث المروزي الزاهد المعروف ببشر الحافي سمع من حماد بن زيد وإبراهيم بن سعد وطبقتهما، قال الخطيب: هو ابن عم علي بن خشرم كان ممن فاق أهل عصره في الورع والزهد، وتفرد بوفور العقل وأنواع الفضل وحسن الطريقة وكان كثير الحديث إلا أنه لم ينصب نفسه للرواية وكان يكرهها ودفن كتبه لأجل ذلك وكان في الفقه على مذهب الثوري توفي ببغداد في ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين، الشذرات 2/60، 61، 62.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015