* وبالنظر إلى وجهه الكريم يتلذذون، وله مكلمون وبالتحية لهم من الله عز وجل، والسلام منه عليهم يكرمون1.

* قال الصابوني. ويشهد أهل السنة أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى بأبصارهم، وينظرون إليه على ما ورد به الخبر الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: "إنكم ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر" والتشبيه وقع للرؤية بالرؤية لا للمرئي2.

* وذكر الأشعري مذهب أهل السنة والحديث في الرؤية فقال: ويقولون إن الله سبحانه وتعالى يرى بالأبصار يوم القيامة كما يرى القمر ليلة البدر، يراه المؤمنون ولا يراه الكافرون، لأنهم عن الله محجوبون، قال الله عز وجل {كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] وأن موسى عليه السلام سأله الله سبحانه الرؤيا في الدنيا، وأن الله سبحانه تجلى للجبل فجعله دكاً، فأعلمه بذلك أنه لا يراه في الدنيا بل يراه في الآخرة3.

* قال الحافظ عبد الغني المقدسي في عقديته: وأجمع أهل الحق واتفق أهل التوحيد والصدق، أن الله يرى في الآخرة كما جاء في كتابه وصح به النقل عن رسوله ثم ذكر بعض الأدلة على ذلك وقال: قال أحمد بن حنبل: من قال إن الله لا يرى في الآخرة فهو كافر4.

وذكر ابن قدامة مذهب السلف في الرؤية فقال: والمؤمنون يرون ربهم في الآخرة بأبصارهم ويزورونه ويكلمهم ويكلمونه، قال الله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} [القيامة: 22-23] . وقال تعالى: {كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] فلما حجب أولئك في حالة السخط دل على أن المؤمنين يرونه في حالة الرضا، وإلا لم يكن بينهما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015