وينهاهم عن التدابر، والتباغض، والتقاطع والتحاسد.
ويأمرهم أن يكونوا إخواناً على الخيرات، أعواناً، وأن يعتصموا بحبل الله جميعاً ولا يتفرقوا، ويتبعوا الكتاب والسنة، وما كان عليه علماء الأمة، وأئمة الملة، كمالك بن أنس، والشافعي، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن إبراهيم، ويحيى بن يحيى، وغيرهم من أئمة المسلمين، وعلماء الدين، رضي الله عنهم أجمعين، وجمع بيننا وبينهم في ظل طوبى ومستراح العابدين.
أوصى بهذا كله إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، إلى أولاده، وأهله، وأصحابه، ومختلفة مجالسه.
وأوصى أنه إذا نزلت به المنية، التي لا شك أنها نازلة، والله يسأل خير ذلك اليوم الذي تنزل المنية به فيه، وخير تلك الليلة التي تنزل به فيه، وخير تلك الساعة وخير ما قبلها، وخير ما بعدها، أن يلبس لباساً طيباً، حسناً، طاهراً، نقياً، ويوضع على رأسه العمامة التي كان يشدها في حال حياته، وضعاً على الهيئة التي كان يضعها على رأسه أيام حياته، ويوضع الرداء على عاتقيه ويضجع مستلقياً على قفاه، موجهاً إلى القبلة، وتجلس أولاده عند رأسه، ويضعوا المصاحف على حجورهم، ويقرءوا القرآن جهراً، وحرج عليهم ألا يمكنوا امرأة لا قرابة بينه وبينها، ولا نسب، ولا سبب من طريق الزوجية تقرب من مضجعه تلك الساعة، أو تدخل بيتاً يكون فيه، وكذلك يحرج عليهم أن يأذنوا لأحد من الرجال في الدخول عليه في تلك الساعة، بل يأمرون الأخ، والأحباب، وغيرهم أن يجلسوا في المدرسة، ولا يدخلوا الدار، وليساعدوا الأصحاب في قراءة القرآن، وإمداده بالدعاء، فلعل الله سبحانه وتعالى [أن] يهون عليه سكرات الموت، ويسهل له اقتحام عقبة الموت على الإسلام والسنة، في سلامة وعافية.
وأوصى إذا قضى نحبه، وأجاب ربه، وفارقت روحه جسده، أن يشد ذقنه، وتغمض عيناه، وتمد أعضاؤه، ويسجى بثوب، ولا يكشف عن