والصَّدَر عن المحشر إلى جنة أو [إلى] نار، مع الشفاعة الموعودة لأهل التوحيد، وغير ذلك، مما هو مبين في الكتاب، ومدون في الكتب الجامعة لصحاح الأخبار.

ويشهد بذلك كله في الشاهدين، ويستعين بالله تبارك وتعالى في الثبات على هذه الشهادات إلى الممات، حتى يتوفى عليها، في جملة المسلمين، المؤمنين، الموقنين، الموحدين.

ويشهد أن الله تبارك وتعالى يمن على أوليائه بوجوه ناضرة، إلى ربها ناظرة، ويرونه عياناً في دار البقاء، لا يضارون في رؤيته، ولا يمارون، ولا يضامون، ويسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل وجهه من تلك الوجوه، ويقيه كل بلاء، وسوء ومكروه، ويبلغه كل ما يؤمله من فضله، ويرجوه بمنه.

ويشهد أن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق، ثم عمر الفاروق، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم أجمعين، ويترحم على جميع الصحابة، ويتولاهم، ويستغفر لهم، وكذلك ذريته، وأزواجه أمهات المؤمنين، ويسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله معهم، ويرجو أن يفعله به، فإنه قد صح عنده من طرق شتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المرء مع من أحب"1.

ويوصي إلى من يخلفه من ولد، وأخ، وأهل، وقريب، وصديق، وجميع من يقبل وصيته من المسلمين عامة أن يشهدوا بجميع ما شهد به، وأن يتقوا الله حق تقاته، وألا يموتوا إلا وهم مسلمون {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128] .

ويوصيهم بصلاح ذات البين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الجيران، والأقارب، والإخوان، ومعرفة حق الأكابر، والرحمة على الأصاغر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015