قال له عبد الله: إن كان معك فأس فاقطع حزم كتابك ثم ارجع إلى عملك، وإن عدت إلى مثلها عدنا إلى إشخاصك لقطعها.
وقد أوصى عبد الملك بن مروان أخاه عبد العزيز، حين وجهه إلى مصر فقال: تفقد كاتبك وحاجبك وجليسك، فإن الغائب يخبره عنك كاتبك، والمتوسم يعرفك بحاجبك، والخارج من عندك يذكرك بجليسك!
أراده زيادة الله بن إبراهيم بن الأغلب أمير إفريقية على كتابته، وكان عالماً أديباً شاعراً مترسلاً، مع دين وصيانة، فأبى عليه واستعفاه، فلم يعفه، فاشترط عليه ثلاثة شروط، قال زيادة الله: وما هي؟ قال: لا أخلع ردائي، وأجلس في مجلسك بغير إذن، أنا شيخ ومجلسك لا يجلس فيه إلا بإذنك، ولا أكتب في دم أحد ولا ماله! قال: لك ذلك؛ ووفى له بهذه الشروط.
وروي أنه قال له يوماً: يا زهري أصليبة أنت أم مولى؟ فقال: صلبني القدم أعز الله الأمير! فقال زيادة الله: إني لأسر بصدقه مني بعلمه.
ومر به زيادة الله يوماً وهو يصلي فناداه: يا زهري يا زهري! فلم