للصبح، حتى أسير إليك، أستعينك في أموري على صلاحها، وعلي وعلي إن وقفت لك بباب أو سألتك حاجةً، حتى تصير إلي معتذراً! وانصرفت مغموماً لما لقيني به، مفكراً فيه، متندماً على ما فرط مني من اليمين، غير شاك في العطب؛ فأنا كذلك إذ دخل علي بعض الغلمان فقال: الوزير أحمد بن أبي خالد مقبل إليك في الشارع! ثم دخل آخر فقال: قد دخل دربنا؛ ثم دخل آخر وقال: قد قرب من الباب؛ ثم تبادر أحد الغلمان بين يديه فقال: قد دخل، فخرجت مستقبلاً له، فلما استقر به المجلس قال لي: كان أمير المؤمنين قد أمرني بالبكور إليه في بعض مهماته، فدخلت إليه وقد غلبني البهر مما فرط مني إليك حتى أنكر علي، فقصصت عليه القصة فقال لي: قد أسأت بالرجل، امض إليه معتذراً مما قلت! فقلت: فأمضي إليه فارغ اليدين؟ قال: فتريد ماذا؟ فقلت: تقضي دينه، قال: وكم هو؟ فقلت: ثلاث مائة ألف درهم؛ فأمرني بالتوقيع لك بها، فوقعت بها، ثم قلت: فإذا قضى دينه يرجع إلى ماذا؟ قال: فوقع له ثلاث مائة ألف يصلح بها أمره؛ فقلت: فولاية يشرف بها؟ قال: وله مصر أو غيرها مما يشبهها، فقلت: بمعونة يستعين بها على سفره! فأمر بالتوقيع لك بمائة ألف، وهذه التوقيعات لك بسبع مائة ألف درهم، والتوقيع بمصر؛ قال: فدفعها إلي وانصرف.