فقال حدث منهم وهو يضرب:
أطال الله عمرك في صلاحٍ ... وعزٍ يا أمير المؤمنينا
بعفوك نستجير فإن تجرنا ... فإنّك عصمةٌ للعالمينا
ونحن الكاتبون وقد أسأنا ... فهبنا للكرام الكاتبينا
فأمر بتخليتهم، ووصل الفتى وأحسن إليه.
وقال ابن عبد ربه: عتب أبو جعفر المنصور على قوم من الكتاب، فأمر بحبسهم، فرفعوا إليه رقعة ليس فيها إلا هذا البيت:
ونحن الكاتبون وقد أسأنا ... فهبنا للكرام الكاتبينا
فعفا عنهم، وأمر بتخلية سبيلهم.
وذكرت بهذا الشعر قول أبي نواس، وهو في حبس الرشيد يستعطفه:
بعدلك بل بجودك عذت لا بل ... بحبّك يا أمير المؤمنينا
فلا يتعذّرنّ عليّ عفوٌ ... وسعت به جميع العالمينا
فإنّي لم أخنك بظهر غيبٍ ... ولا حدّثت نفسي أن أخونا