اعتاب الكتاب (صفحة 215)

والتذكر لولوج الامتحان بالخروج عن الأوطان، أيان سلمها الإسلام آيساً، وتدبرها التثليث آنساً، وخلال ذلك من حسن الظن بالخلال الكرام ما حمل على أن قلت في بدء الحال، وبين يدي العمل على الترحال، مرتقباً خفايا الألطاف، ومقترباً بهدايا الاستعطاف، لاتضاح دلائل الحدب، ونجاح رسائل الأدب:

لمبشّري برضاك أن يتحكّما ... لا المال أستثني عليه ولا الدّما

تالله لا غبن أمرؤٌ يبتاعه ... بحياته فوجوده أن يعدما

أيّ المعاذر أرتضي لجناية ... عظمت ولكن ظلّ عفوك أعظما

ندمي على ما ندّ مني دائمٌ ... وعلامة الأوّاب أن يتندّما

يا طول بؤسي مبسلاً بجريرتي ... إن لم تجزني بالتجاوز منعما

مولاي رحماك التي عوّدتني ... إني اعتمدتك خاضعاً مسترحما

فأحقّ من تولي الإقالة عاثرٌ ... لم يستحبّ على الهدى قطّ العمى

أقصاه عنك تزلفٌ بخطيئةٍ ... خال الصواب خلالها وتوهما

ولقد تحفّظ في المقالة جهده ... لكنّه نمي الحديث ونمنما

مولاي عبدك ماله من معدلٍ ... عن دار عدلك منذ حلّ وخيّما

لو أنّه يجد الحياة كريمةً ... في غيرها لرأى المنيّة أكرما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015