وفيها يقول أيضاً يصف المعقل الذي حبس فيه:
في رأس أجرد شاهقٍ عالي الذّرى ... ما بعده لموحّدٍ من معمر
يأوي إليه كل أعور ناعبٍ ... وتهبّ فيه كلّ ريح صرصر
ويكاد من يرقى إليه مرةً ... في عمره يشكو انقطاع الأبهر
وفي آخرها يخاطب بنيه:
لا تسأموا إحضاره رغباتكم ... فهباته مبسوطةٌ لم تحظر
وعسى رضى المنصور يسفر وجهه ... فيديل من وجه الفراق الأغبر
فرق له المنصور لما سمع هذا البيت، وكان سبباً إلى العفو عنه والإحسان إليه.
وقال ابن حيان، وذكر قصة ابن حزم الوزير مع ابن أبي عامر في إدلاله المفضي به إلى إذلاله: وفي مثل هذا السبيل كان غضبه على كاتبه عبد الملك بن إدريس المعروف بالجزيري وإقصاؤه له مرةً بعد مرة وتسييره له إلى طرطوشة وكان أكثر من يشركه أعطالاً من الآداب العربية لتوفرهم على علم العدد، وانهما كهم في التعاليم الديوانية التي استدروا بها الجباية وحصلوا بها المراتب العالية، فكان