اعتاب الكتاب (صفحة 147)

وكان علي بن بسام قد هجاه لما نفي إلى مكة، فلما ردت إليه الوزارة جلس يوماً للمظالم فمرت به في جملة القصص رقعة مكتوب فيها:

وافى ابن عيسى وكنت أضغنه ... أشدّ شيءٍ عليّ أهونه

ما قدّر الله ليس يدفعه ... وما سواه فليس يمكنه

فقال علي بن عيسى، صدق هذا ابن بسام، والله لا ناله مني مكروه أبداً.

وأنشد الصولي مما هجي به علي بن عيسى في نكبته:

أيّامكم يا بني الجرّاح قد جرحت ... كلّ القلوب ففيها منكم نار

لا متّع الله بالإقبال دولتكم ... فإنّ إقبالكم للنّاس إدبار

وذكر أنه استشير بعد عزله في حامد بن العباس فقال: حاذق بالعمل لا يصلح للوزارة! فقيل له: قدم! فقال: بارك الله لأمير المؤمنين فيما أمضاه! ثم عزم عليه أن يتقلدها فأبى، لما نصح فيها، فلم ينفعه ذلك، فقيل له: فاخرج تعاون حامداً، فيكون له الاسم ولك العمل! فأجاب بعد امتناع طويل. وقيل لحامد: إنا جعلنا علي بن عيسى عوناً لك، فشكر ذلك، وذكره بخير، ومشى أمر المملكة على هذا خمسة أعوام في حسن سيرة وإنصاف من ظالم، وعلي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015