كتب أبوه للمأمون ووزر له، وكان هو أيضاً كاتباً، لكن يغلب عليه القصور، ولأبيه الشفوف المعروف خطاً وبياناً، يملأ أن السمع والبصر حسناً وإحساناً.
حكى الصولي قال: جلس المأمون للمظالم، ومحمد بن يزداد بين يديه، فأحب بعض من عنده أن يغض منه، فقال: يا أمير المؤمنين لو أمرت محمداً أن يكتب كتاباً في أمر الزكاة، يقرأ على الناس، فكتب من غير فكرة: أما بعد فإن الله جعل عمود الدين إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، فسن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا شيء في الفضة حتى تبلغ مائتي درهم، فحينئذ يكون فيها خمسة دراهم، وما زاد فبحساب ذلك، وأن لا شيء في الذهب حتى يبلغ عشرين ديناراً، ففيها نصف دينار، ثم إذا بلغ الأربعين ففيها دينار، ثم ما زاد فبحساب ذلك، ولا زكاة على أحد في ماله حتى يحول عليه الحول، فإن ملك بعضه، وكمل ما ذكرناه في وقت كان ابتداء الحول من يوم كمل فيه ما حد، " يُبَيِّنُ اللهُ لَكم أنْ تَضِلوا واللهُ بكل شيء عليم " وكتب ذلك بأحسن