إجماعا - وكذا الملائكة، على ما قاله جمع محققون.
ومحمد، علم منقول من اسم المفعول المضعف
موضوع لمن كثرت خصاله الحميدة، سمى به نبينا صلى الله عليه واله وسلم بإلهام من الله لجده.
والرسول من البشر ذكر حر، أوحى إليه بشرع وأمر بتبليغه، وإن لم يكن له كتاب ولا نسخ كيوشع عليه السلام، فإن لم يؤمر بالتبليغ فنبي.
والرسول أفضل من النبي إجماعا.
وصح خبر أن عدد الانبياء عليهم الصلاة والسلام مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا، وأن عدد الرسل ثلثمائة وخمسة عشر.
(وعلى آله) أي أقاربه المؤمنين من بني هاشم والمطلب.
وقيل هم كل مؤمن، أي في مقام الدعاء ونحو، واختير لخبر ضعيف فيه، وجزم به النووي في شرح
ـــــــــــــــــــــــــــــ
النبي الأمي، غفر له ذنوب ثمانين سنة.
وأن يكون لغير داخل الحجرة الشريفة.
أما هو فيقول: السلام عليك يا رسول الله، ولا يكره له الاقتصار.
(قوله: لكافة الثقلين الجن والإنس) بل وإلى كافة الخلق من ملك وحجر ومدر، بل وإلى نفسه.
وقول العلامة الرملي: لم يرسل إلى الملائكة، أي إرسال تكليف، فلا ينافي أنه أرسل إليهم إرسال تشريف.
(قوله: المضعف) أي المكرر العين، وهو أبلغ من اسم مفعول الفعل الغير المضعف، وهو محمود.
(قوله: بإلهام من الله لجده) أي انه ألهم التسمية بمحمد بسبب أنه تعالى أوقع في قلبه أنه يكثر حمد الخلق له.
كما روي في السير أنه قيل لجده عبد المطلب - وقد سماه في سابع ولادته لموت أبيه قبلها -: لم سميت ابنك محمدا، وليس من أسماء آبائك ولا قومك؟ قال: رجوت أن يحمد في السماء والأرض.
وقد حقق الله رجاءه.
وينبغي إكرام من اسمه محمد تعظيما له - صلى الله عليه وسلم -، ويسن التسمية بهذا الاسم الشريف محبة فيه - صلى الله عليه وسلم -.
وقد ورد في فضل التسمية به عدة أحاديث، أصح ما فيها حديث: من ولد له مولود فسماه محمدا حبا لي وتبركا باسمي كان هو ومولوده في الجنة.
(قوله: أوحي إليه بشرع) أي أعلم به، لأن الإيحاء الاعلام، سواء كان بإرسال أو بإلهام أو رؤيا منام، فإن رؤيا الأنبياء حق.
وسواء كان له كتاب أم لا.
(قوله: فإن لم يؤمر بالتبليغ فنبي) أي فقط.
والحاصل بينهما عموم وخصوص مطلق يجتمعان فيمن كان نبيا ورسولا، وهو الذي أمر بالتبليغ.
وينفرد النبي فيمن لم يؤمر بالتبليغ ولا ينفرد الرسول، فكل رسول نبي ولا عكس.
وإن قلنا بانفراد الرسول في الملائكة كان بينهما العموم والخصوص الوجهي، والتحقيق الأول.
(قوله: وصح خبر أن عدد إلخ) الصحيح عدم حصرهم في عدد، لقوله تعالى: * (منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك) *.
واعلم أنه يجب الإيمان بهم إجمالا فيمن لم يرد فيه تفصيل، وتفصيلا فيمن ورد فيه التفصيل.
والوارد فيه التفصيل منهم خمسة وعشرون، ثمانية عشر مذكورة في قوله تعالى: * (وتلك حجتنا) * الآية، والباقي سبعة مذكورة في بعض السور، وهم آدم وإدريس وهود وشعيب وصالح وذو الكفل وسيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعليهم أجمعين.
وقد نظمها بعضهم فقال:
حتم على كل ذي التكليف معرفة بأنبياء على التفصيل قد علموا في تلك حجتنا منهم ثمانية من بعد عشر ويبقي سبعة وهمو إدريس هود شعيب صالح وكذا ذو الكفل آدم بالمختار قد ختموا فمن أنكر واحدا منهم بعد أن علمه كفر، بخلاف ما لو سئل عنه ابتداء فقال لا أعرفه فلا يكفر.
(قوله: وعلى آله) أعاد العامل فيه ولم يعده مع الصحب، لأن الصلاة عليهم ثبتت بالنص، بخلاف الصحب فإنها بالقياس على الآل، وللرد على الشيعة الزاعمين ورود حديث عنه - صلى الله عليه وسلم - وهو: لا تفصلوا بيني وبين آلي بعلي.
وهو مكذوب عليه.
(قوله: أي أقاربه المؤمنين) هو بالمعنى الشامل للمؤمنات، ففيه تغليب.
والمراد بالبنين في قوله من بني هاشم ما يشمل البنات، ففيه تغليب أيضا.
وهاشم جد النبي - صلى الله عليه وسلم -، والمطلب أخو هاشم، وهو جد الإمام الشافعي، وأبوهما عبد مناف.
وخرج بقوله بني هاشم والمطلب بنو عبد شمس ونوفل، فليسوا من الآل وإن كانوا من أولا عبد مناف، وذلك لأنهم كانوا يؤذونه - صلى الله عليه وسلم -.
(قوله: وقيل هم كل مؤمن) أي ولو كان عاصيا، لأنه أحوج إلى الدعاء من غيره، لكن تعليله بالخبر الضعيف، وهو آل محمد كل تقي،