المقالة الحادية والأربعون: الفرائض والجهاد

المقالة الثانية والأربعون: العلماء وأنواعهم

المقالة الحادية والأربعون:

الفرائض والجهاد

في إقامة فرائض الله فجاهد، وعلى سنن الرسول فعاهد. ولا يلفتنك أن الفرائض لها الفضل عند التفاضل، ولها الخصل يوم التناضل. عن أن تكون معتداً بالسنن، معتقداً إنها من الجنن. متنسكاً بالآداب، متمسكاً منها بالأهداب. متمادياً في أخذها، متفادياً عن نبذها. فكل موقر مبجل، وإن كان الأغر دونه المحجل. ومن اقتحمت عينه الأدب وحقره، لم تكن السنة عنده موقرة. ومن لم يوقر السنة ولم يجلها، لم يعرف قدر الفريضة ولا محلها.

المقالة الثانية والأربعون:

العلماء وأنواعهم

رضي الله عن العلماء الخاشين من الله وحسابه، الماشين على سبيل محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه. المتواصين بالحق قلّما يحيصون عن فجّه الرحب إلى ثنيّات المضايق، ولا يحيدون عن نهجه اللّحب إلى بُنيات الطرائق. في أفواههم بيض بواتر علىرقاب المبطلين، وفي أيديهم سُمر عواتر في نُغر المعطلين. جمعوا إلى الدين الحنيفي العلم الحنفي، وإلى العلم الحنفي الحلم الأحنفيّ. فنفوسهم رواسي الحلم، وقلوبهم معادن العلم. لله بلادها من جبال وَقار، بحاث معادنها يرجع بأوقار. لعمرك ما عُمار ساحة الأرض، إلا عمّالها بالسنة والفرض. أولئك العلماء حق العلماء، وسائرهم كالغثاء يطفو على الماء. فلا تُسمّهم إلا بالحملة والرواة، وادعُهم زوامل الكتاب والدواة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015