الثالثة: الرسالة الثانية في الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني1.
5- أحكام القرآن لابن العربي
وأود أن أشير هنا إلى أهم جوانب الإعجاز في كتاب الله العظيم.
1- العلوم المستنبطة من القرآن الكريم:
جمع القرآن الكريم من العلوم والمعارف ما لم يأت به كتاب من الكتب، وجاء بأصول العقيدة والعبادة، وأساسيات النظم المتكاملة للحياة الاجتماعية الداخلية، والأنظمة السياسية.
وهذا ما يشير إليه قوله تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} 2 , وقوله جل من قائل: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلَّ شَيْءٍ} 3.
وقد استنبط الصحابة والتابعون وتابعوهم من القرآن الكريم مجموعة من العلوم والفنون، فقد اعتنى النحاة بالمعرب والمبني وغير ذلك مما يتعلق بعلم النحو، وكان القرآن الكريم أساسا يعتمد عليه في وضع قواعد اللغة العربية.
كما اعتنى المفسرون بدراسة ألفاظه وبيان معانيها ودراستها دراسة دقيقة عميقة.
وعني علماء العقيدة بما ورد في القرآن الكريم من أدلة عقلية. وشواهد أصلية ونظرية، وبراهين منطقية مثل قول الله تبارك وتعالى: {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلاَّ اللهَ لَفَسَدَتَا} 4.
ونظرت طائفة من العلماء في معاني الخطاب، وفي جمال اللفظ وروعة بيانه وعظيم فصاحته ودقة عبارته وجلال أسلوبه، فأسسوا علم البلاغة والبيان.
واتجهت طائفة إلى دراسة الأوامر والنواهي، فنشأ من ذلك علم الفقه.