صفوان بن أمية حنينًا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو مشرك"1.

2- على افتراض أن الحديث غير منسوخ ولكنه لا يتعارض مع الحديث الآخر إذ يمكن حمله على حالة خاصة وهي حالة عدم الأمن من غدر المشرك أو خيانته.

ويمكن حمل هذا الحديث أيضًا على معنى آخر وهو أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لما رأى حماسة هذا المشرك على الخصوص لمساعدة المسلمين أمل في إسلامه فرد عليه الاستعانة به وهو على حالته الشركية لينوه له بجواز الاستعانة به في حالة دخوله الإسلام. وقد حصل ما توقعه رسول الله, صلى الله عليه وسلم.

الشرط الثاني: البلوغ:

يعتبر البلوغ مظنة لاكتمال القوة الجسمية والمقدرة على حمل السلاح، والثبات في ساحة الوغى والرد على العدوان. ولذلك فإن المصاب بمرض أو بعاهة جسمية لا يعتبر أهلًا لمواجهة العدوان الله تبارك وتعالى قد حط عنه واجب الجهاد فقال سبحانه:

{لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ} 2 وقال: {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ} 3.

وقد "رد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البراء بن عازب وغيره يوم بدر ممن كان لم يبلغ خمس عشرة، لأن القتال يقصد فيه مزيد القوة والتبصرة في الحرب فكانت مظنته سن البلوغ"4.

وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتفحص الرجال المقاتلين معه فيرد من يستصغره منهم5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015