ومرة هو خروف الله، ومرة هو "في الله" ومرة هو في تلاميذه وتلاميذه فيه، ومرة هو علم الله وقدرته، ومرة لا يحكم على أحد ولا ينفذ إرادته، ومرة هو نبي وغلام الله، ومرة أسلمه الله إلى أعدائه، ومرة قد انعزل الله له عن الملك، وتولاه هو، وصار يولي أصحابه خطة التحريم والتحليل في السموات والأرض، ومرة يجوع ويطلب ما يأكل، ويعرق من الخوف، ويفشل فيركب حمارة ويؤخذ ويلطم وجهه ويضرب رأسه بالقصبة، ويميته الشرطة، ويصلب بين سارقين، ومات ودفن، ثم قام بعد الموت فلم يكن له من هم بعد أن قام إلا طلب ما يأكل، ثم انطلق إلى شغله"1.

ومع ذلك -فنحن المسلمين- ندعو الناس إلى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة، ونقول لأهل الكتاب:

{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} 2.

لكن النصارى، منذ ظهور الإسلام، اتخذوا الموقف المعادي للمسلمين، وأعلنوها حربًا طاحنة، واستعانوا بكل قوى البغي والعدوان، واستعملوا أسلحة مادية فتاكة وأخرى فكرية، وتتمثل الأولى بالحروب الصليبية والثانية بالتبشير.

وسأعرض هذين الموضوعين، وغيرهما مما يعتبر أداة من أدوات الصليبية لتضليل الرأي الإنساني العالمي، ولبث الدعايات الباطلة ضد المسلمين، ولإشاعة الشبهات ضد الإسلام نفسه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015