تيمية "661-728هـ" كتابه "الرد الصحيح على من بدل دين المسيح" وفيه ردود علمية على ما طرأ من تحريفات بشرية على الدين المسيحي وعلى إنجيله.

ومن قبل نقد الإمام ابن حزم 384-456هـ -رحمه الله- في كتابه: "الفصل في الملل والنحل" المسيحية السائدة، فكان مما قال:

"والنصارى لا يدعون أن الأناجيل منزلة من عند الله على المسيح، ولا أن المسيح أتاهم بها، بل كلهم لا يختلفون في أنها أربعة تواريخ ألفها رجال معروفون في أزمان مختلفة.. أولها تاريخ ألفه "متى اللاواني" بالعبرانية بعد تسع سنين من رفع المسيح، في نحو ثمانٍ وعشرين ورقة بخط متوسط, والآخر تاريخ ألفه "مارقس الهاروني" بعد اثنين وعشرين عامًا من رفع المسيح عليه السلام، وكتبه باليونانية في أنطاكية، والثالث تاريخ ألفه "لوقا الطبيب" تلميذ شمعون باطره، كتبه باليونانية بعد تأليف مرقص المذكور في حجم إنجيل متى، والرابع تاريخ ألفه باليونانية "يوحنا بن سيذاري" بعد رفع المسيح ببضع وستين سنة في أربع وعشرين ورقة، ثم ليس للنصارى كتاب يعظمونه سوى "الأفركسيس" الذي ألفه لوقا، وكتاب "الوحي والإعلان" ليوحنا، و"الرسائل القانونية". و"رسالتين لباطره شمعون. ورسالة ليعقوب بن يوسف النجار، وأخرى لأخيه يهوذا، ورسائل بولس تلميذ شمعون"1.

وكل كتاب لهم بعد ذلك فهو من تأليف المتأخرين من أساقفتهم وبطاركتهم2 وبديهي أن ما ألفه إنسان ونسبه إلى الله لا يمكن أن يكون من الثقة بالمكان الذي يحظى به ما يصدر عن الله مباشرة لفظًا ومعنى. ومن الملاحظ لمن يطلع على هذه الأناجيل، التفاوت الكبير بينها أسلوبًا ومعنى، حتى في التصور والمعتقد ذاته.

يقول ابن حزم أيضًا:

"وجملة أمرهم في المسيح عليه السلام أنه مرة بنص أناجيلهم ابن الله، ومرة هو ابن يوسف، وابن داود، وابن الإنسان، ومرة هو إله يخلق ويرزق،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015