لئن تنصف فقد صوبت رأيًا ... وإن تسمح وتعذر فهو أولى
ففي الأيام ما يدهي ويلهي ... وهل يجديك قولي: دعه أولا
ولم يزل صاحب الترجمة على طريقته المثلى وحالته إلى أن توفي، وكانت وفاته بعيد الغروب ليلة السبت رابع عشر جمادى الثانية سنة أربع وسبعين ومائتين وألف، ودفن بمحفل عظيم في السفح القاسيوني في مقبرة بني الشطي المعروفة بتربة البغادة.
العالم المشهور ذو الفضل المعروف، ولد في بلاد نجد. ثم إن محمد علي باشا لما أمره السلطان محمود بمقاتلة الوهابيين، أرسل ولده إبراهيم باشا ومعه معسكر عظيم من الأكراد والأرناؤوط وعرب مصر الهوّارة لمحاربة عبد الله بن سعود أمير نجد فقاتلهم وقتل ونهب وحرق وخرب وأسر عبد الله بن سعود وأرسله إلى مصر، فبعثه والي مصر إلى السلطان محمود فصلبه. وأما باقي عائلة أمراء الوهابيين المعروفين بآل المقرن، وباقي بيت الشيخ محمد بن عبد الوهاب المشهورين ببيت الشيخ، فإنه نقلهم جميعًا إلى مصر وأسكنهم هناك ورتب لهم المعاشات، وكان من جملتهم المترجم المرقوم فالتفت إلى الطلب والتعلم والتعليم والاستفادة والإفادة إلى أن صار في الأزهر شيخ رواق الحنابلة، وكان ظاهر التقوى والصلاح والعبادة.
ولم يزل على حالته المرضية وطاعته وعبادته وإفادته إلى أن احتضرته المنية سنة أربع وسبعين ومائتين وألف رحمه الله تعالى.