عنه فنون الفرائض والحساب والمساحة واشتغلوا بها حال حياته، وبعد وفاته انتشرت هذه العلوم بدمشق وغيرها، وكان له الفضل والخير في الفقه الحنبلي، فإنه انفرد به في عصره حتى رحل إليه الطالبون من بلاد نجد ونابلس ودوما ورحيبة وضمير وغيرها، فأخذوا عنه الفقه رواية ودراية وتلقوه خلفًا بعد سلف، وكانت دروسه في داره وفي محراب الحنابلة من الجامع الأموي، وكان عليه تولية وتدريس المدرسة الباذرائية وهي من أعمر المدارس وأزهرها بدمشق، وكان له في الدين والورع أمور كثيرة شهيرة، ومن نوابغ تلامذته الذين أخذوا عنه وانتفعوا به مفتي دمشق السيد محمود حمزة وأخوه أسعد وقاضي دمشق سعيد الأسطواني ورضا الغزي وأخوه حسين والشيخ بكري والشيخ عمر والشيخ إبراهيم أحفاد الشهاب العطار والشيخ أحمد مسلم الكزبري والقاضي الشافعي الشيخ سليم سبط الطبي والمفتي الشافعي محمد الغزي ودرويش العجلاني والقاضي الحنبلي الشيخ محمد البرقاوي والمفتي الحنبلي الشيخ سعيد السيوطي والشيخ محمد الطيبي مفتي حوران والشيخ عبد الله القدومي شيخ الديار النابلسية والشيخ يوسف البرقاوي شيخ رواق الحنابلة في الأزهر والشيخ محد خطيب دوما وغيرهم من دمشقيين وآفاقيين. وكان له نظم قليل فمنه قوله:

يا عاذلي في حبها دع عنك ذا ... إن لم تدع غارت لها شجعانها

وفّى بأنواع البديع نظامها ... وبمدح طه زينت تيجانها

فخليلنا أسدى لنا معروفه ... مذ صاغها فتقاصرت أقرانها

لا زال يرتع في ميادين العلى ... ما جددا أيامنا ملوانها

وقوله:

أيًا خلا حوى لطفًا وأولى ... من المعروف خدْنا ثم أولى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015