نواديهمُ بالعلم والذكرِ حية ... وأرقابهم عن منتمى الخير لا تخطي
وسيرتهم بين الأنام حميدةٌ ... ومنهجهم جارٍ على منهج القسطِ
ومنزلهم مأوى الكرامة دائمًا ... وشأنهم يرضي الإلهَ بلا سخطِ
وما الشام إلا مقلةً هم سوادُها ... وسمط لآلٍ هم فرائدُ في السمطِ
وما الشامُ في البلدانِ إلا قصيدةٌ ... وهم بيتها أكرمْ بالاباء والسبطِ
أدام إلهي فضلهم متضاعفا ... ورشحهم بالايد والفضل والبسط
وصانهمُ من كل كربٍ وآفة ... ومن شرِّ ذي شرٍ ومن كيد ذي ضغط
ولا زال عون الله يرعى ديارهم ... ومزن عطاياطم تسح ولا تبطي
ويحكى عن المترجم مناقب في الورع عظيمة ولم يزل على وتيرة العبادة والنسك وحسن السيرة إلى أن توفاه الله تعالى.
وكانت وفاته ليلة الجمعة سلخ جمادى الثانية سنة تسع وستين ومائتين والف، ودفن في سفح قاسيون في تربة آل شطي قرب المغارة الجوعية (?) رحمه الله تعالى.
محمد بن يحيى بن ظهيره المكي القرشي الحنفي مفتي الحنابلة العالم الفقيه الفاضل المعمر البركة ذكر الشيخ محمد بن حميد المفتي في كتابه السحب الوابلة: (أنه مكث في الافتاء فوق الثمانين سنة وكان يكتب له الفتوى الشيخ يوشع سنبل المكي ثم من بعده شيخنا الهديبي ثم من بعده الحقير ولم أر أحدًا مكث في الفتوى مثله وحين توفي له من المعمر مائة وبضع عشرة سنة) انتهى ونقل