ورفع مقامه ومحله وولاه مدرسة المغامسية بالبصرة وهو كتاب في نحو أربعين كراسًا جمع من وقائع القرن الثاني عشر والثالث عشر غرائب وفوائد أخنت عليها يد الزمان، ولولاه لكانت هذه الوقائع في المنسيات ابتدأ فيه من سنة 1188 وانتهى إلى سنة 1242، وقد اختصره الفاضل الشيخ أمين الحلواني المدني في ثلاث كراريس (?)، وله تاريخ على نحو سلافة العصر سماه (الغرر في وجوه القرن الثالث عشر) لم يتم وقد ذكر صاحب الترجمة وأثنى عليه جمع من الأئمة الأفاضل حتى أن الشيخ خالد كان يقول عنه حريريّ الزمان، وممن أثنى عليه الفاضل أحمد الشرواني اليمني في (حديقة الأفراح لإزالة الأتراح) قال: "القول فيه أنه طرفة الراغب وبغية المستفيد الطالب وجامع سور البيان ومفسر آياتها بألطف تبيان أفضل من أعرب عن فنون لسان العرب، وهو إذا نظم أعجب، وإذا نثر أطرب فوالعصر إنه لإمام هذا العصر.
أخبرني بديع الزمان شيخنا الشيخ عبد الله بن عثمان أنّ هذا الفاضل الأديب أبدع في نظمه معني اللبيب وأبرز أسرار البدائع بتصانيفه المشتملة على اللطائف والروائع ومن شعره:
قد زارني والليل يحكي فرعه ... ظبي الشذا أنا في النحول كخصره
فجنيت من وجناته ما أشتهي ... ورشفت من حبب بحمرة ثغره
وسكرت حتى مست مثل قوامه ... طربًا ولم أشعر عواقب وزرِه
ويطربني قوله لافض فوه:
قلت لما قال لي خشف الغلا ... صف عذاري وقوامي واعجلا