يظن كثير من الناس أن المستخير لا بد له أن يرى في منامه -بعد الاستخارة- رؤيا ترشده إلى الخير في الأمر الذي يستخير فيه، لذلك يحرصون على أداء الاستخارة ليلًا والنوم بعدها، وذلك ظن غير صحيح، لأنه لا يستطيع الجزم هل ما يراه رؤيا أم حديث نفس أم حُلْم شيطاني.
قال ابن الحاج المالكي -رحمه الله-: "وبعضهم يستخير الاستخارة الشرعية، ويتوقف بعدها حتى يرى منامًا يفهم منه فِعْلَ ما استخار فيه أو تَرْكه، أو يراه غيرُه له، وهذا ليس بشيء؛ لأن صاحب العصمة -صلى اللَّه عليه وسلم- قد أمر بالاستخارة والاستشارة لا بما يُرى في المنام" (?).
وقال العلَّامة بكر بن عبد الله أبو زيد -رحمه الله-: "النوم بعد الاستخارة لعله -أي: المستخير- يرى رؤيا تدله على أحد الأمرين: عمل لا أصل له". اهـ (?).
ومن البدع المتعلقة بالاستخارة أن يشترط المستخير أن يُريه الله في منامه خُضرةً أو بياضًا إذا كان ما يقصده خيرًا، ويرى حُمْرةً أو سوادًا إذا كان ما يقصده لا خير فيه (?).
وعلى العبد إذا استخار ربه -عز وجل- أن يمضي بعد الاستخارة في الأمر الذي هَمَّ به؛ لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ثم يعزم" أي: يقدم على فعل ما استخار فيه.
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "لما تُوفِّيَ رسول الله -صلى اللَّه