هذا المخذول المعتوه الملحد مصطفى محمود خرج علينا منذ شهر بفرية أخرى، وهو أقل من أن يأتي بشبهة من كتاب الله أو من سنة النبي عليه الصلاة والسلام، ولكنه يقرأ لسلفه من الملاحدة والطاعنين في دين الله عز وجل، فيأتي بشبههم، فإذا انطفأت النار وهدأ الجو تلقف شبهة أخرى من أسياده، فهو يقول الآن ويدندن حول قول الله عز وجل: {فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} [النساء:25]، والآية خاصة بالإماء لا بالحرائر، فإذا أتت الأمة الزنا، ((فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ)) أي: الحرائر ((مِنَ الْعَذَابِ)).
يقول وهو يضحك تارة ويبتسم أخرى: لقد استدركت على ربي، هكذا أراد أن يقول، لكن ربما استحى أن يقول هذا باللفظ، فيقول: إذا كانت الأمة عليها إذا زنت نصف ما على المحصنة من العذاب، ولكن لو زنت الحرة المحصنة رجمت حتى الموت، فكيف ينتصف الموت في حق الأمة؟ ولعلك إذا سمعت هذا مني قلت: نعم، كلامه صحيح.
صلى الله عليه وسلم أنه قد جاء في صحيح مسلم والبخاري وغيرهما أنه (لا رجم على الأمة ألبتة)، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها، فإن عادت فليجلدها، فإن عادت الثالثة -وقال الراوي ولا أدري أقال ذلك في الثالثة أم في الرابعة- فليبعها ولو بحبل) ولم يقل: ليرجمها، وإجماع أهل العلم على أن الأمة إذا زنت وهي محصنة فلا رجم عليها، تشهد لذلك النصوص التي وردت عن النبي، بل أمة للنبي عليه الصلاة والسلام زنت فحدها بخمسين جلدة.
والأمر طويل، والشبهات كثيرة جداً، ومردها إلى مرض القلوب الذي يتقلب فيه الملاحدة بالليل والنهار طعناً في دين الله عز وجل، وما أباحه الله تعالى وحرمه.
هناك أمر تعبدي آخر، وهو: أن الله تبارك وتعالى أباح البيع وحرم الربا، مع أن الصورة واحدة في البيع والربا، مع أن المرابي قد يكسب ديناراً واحداً، والبائع يكسب ألف دينار والبيعة واحدة، ومع هذا أحل الله هذا وحرم ذاك؛ حتى نقول: سلمنا وآمنا.
وقد أمرت المرأة ألا تحد على أحد قط أكثر من ثلاثة أيام إلا على زوجها أربعة أشهر وعشراً، يعني: المرأة لا تحد على أبيها ولا أمها ولا أخيها ولا عمها، وهم أقاربها بالدرجة الأولى إلا ثلاثة أيام، ويحرم عليها أن تحد عليهم اليوم الرابع، أما زوجها فيحرم عليها أن تخرج من بيتها حداداً عليه قبل مرور أربعة أشهر وعشرة أيام، لماذا؟ سلمنا وآمنا، وهذا هو الابتلاء في الدين؛ ليختبر الله تبارك وتعالى إيمانك.
وغير ذلك من الأمور التي وردت في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أبداً أن يقف أمامها العقل، وليس له إلا أن يقول: سلمنا وآمنا.
أسأل الله تعالى أن يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال والأقوال، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وكل ذلك عندنا.
وصلى الله على نبينا محمد.