ولعل القاعدة الجامعة , ما حددها الامام النووى بقوله:

" المزاح المنهى عنه هو الذي فيه افراط ويداوم عليه , فانه يورث الضحك وقسوة القلب , ويشغل عن ذكر الله - تعالى - , والفكر في مهمات الدين , ويؤول في كثير من الاوقات إلى الإيذاء ويورث الاحقاد , ويسقط المهابة والوقار , فأما ما سلم من هذه الأمور فهو المباح الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله , فانه صلى الله عليه وسلم انما كان يفعله في نادر من الأحوال لمصلحة وتطييب نفس المخاطب ومؤانسته , وهذا لا منع منه قطعا , بل هو سنة مستحبة اذا كان بهذه الصفة .. فاعتمد ما نلقاه عن العلماء وحققناه , فانه مما يعظم الاحتياج إليه , وبالله التوفيق ".

وانظر أيضا إلى الميزان الدقيق .. الذي وضعه سعيد بن العاص حين قال لابنه:

" اقتصد في مزاحك , فان الإفراط فيه يذهب البهاء ويجرىء عليك السفهاء , وان التقصير فيه يفض عنك المؤانسين ويوحش منك المصاحبين ".

" وقد سئل ابن عمر - رضى الله عنهما -: هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون؟ قال نعم , والايمان في قلوبهم مثل الجبل.

وقال بلال بن سعد: أدركتهم يشتدون بين الاغراض ويضحك بعضهم إلى بعض فاذا كان الليل كانوا رهبانا ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015