سارها قبلك المصطفون الأخيار من خيرة خلق الله على مدار العصور.
ولكن هذه الطريق في عصرنا صارت مجهولة لاكثر الناس وذلك لاعراض الناس عنها بل وتنكبها.
فلذا أنت تحتاج إلى علم .. علم حقيقى بهذه الطريق .. وكما ذكر ابن القيم- عليه رحمة الله - أنك تحتاج إلى قوة علمية يعنى ان تتعلم .. ولا يظنن ظان أن السائر إلى الله لا علاقة له بطلب العلم .. فما له والعقيدة أو الفقه أو المصطلح أو الأصول، بل وما أشغله عن الدعوة الا الله. وقع هذا الظن من أحوال الصوفية فقد اعتقد أكثر الناس أن معنى " سائر " و " الطريق " وغيرها من هذه الكلمات هى الصوفية وهى مرتبطة بالابتداع .. وما حصل هذا الابتداع الا بسبب الجهل والانصراف عن العلم والاكتفاء بمجرد الرياضات الروحية. ولكن عندنا وفى منهجنا أن طلب العلم أصل الوصول وهو لا يفارق السائر أبدا .. فلابد أولا من منهج علمى منضبط ذي مراحل في كل فروع العلم: عقيدة وفقه وتفسير وسيرة وحديث .... العلم قبل القول والعمل والا ضللت ولم تصل .. لابد من قوة علمية، ثم القوة العملية: أن تبدأ تنفيذ هذا العلم في الواقع .. أن تسير حقيقة. واننى أطالبك - أيها الحبيب- ان تستشعر هذا المعنى: أنك سائر ..