على عكس طريق السير أو على جنبات هذا الصراط .. فاثبت ولا تحزن.

الآفة الثانية: فضول الكلام والخلطة:

وهذه اخطر تلك الافات .. فضول الكلام والخلطة أكثر من الحاجة .. ان يصير لقاء الناس شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود , وقد قيل: اذا رأيت نفسك تأنس بالخلق وتستوحش من الخلوة , فاعلم انك لا تصلح لله .. وان من علامات الافلاس الاستئناس بالناس.

وللعزلة - ايها الأخ الكريم - مزايا , فان الاجتماع بالناس لا يخلو من افات اهونها ان تتزين للخلق وقد ذكر عن بعض اهل الحديث انه قال: لان القى الشيطان أحب ألىّ من ان القى حذيفة المرعشى اخشى ان اتزين له فأسقط من عين الله.

الآفة الثالثة: النفق المظلم:

قد يصادف السائر في طريقه نفقا مظلما لا يستطيع أن يميز فيه طريقه من الطرق الأخرى ما لم تكن أضواء اليقين كاشفة , ومسالك الطريق معروفة كيلا يضيع السائر مساره , أو يتناثر أشلاء تحت وقع الكارثة أو يسرف في التفاؤل عندما يبصر نورا في اخر النفق قد يكون وهم سراب.

ان مثل هذا النفق كفتن الخلاف بين المسلمين , إذ بينما يسير السائر في ركبه الميمون والطريق سالكة وهو ينتظر الوصول إلى المحطة التالية فجأة يظلم الطريق تماما كالذى يدخل النفق يفاجأ بالظلام الدامس بعد النور المبهر. اصطدم بعض المسلمين فيما بينهم وبغى بعضهم على بعض فالتفت الظلمات , وانطفأت الانوار ,

طور بواسطة نورين ميديا © 2015