وقال ابن الجوزى - رحمه الله -:
" عجبا لراحل مات وما تزود للرحلة , ولمسافر ماج وما جمع للسفر رحله , ولمنتقل إلى قبره لم يتأهب للنقلة , ولمفرط في أمره لم يستشر عقله .. اخوانى , مر الاقران على مدرجة وخيول الرحيل للباقين مسرجة , سار القوم إلى القبور هملجة وباتت أرواح من الاشباح مستخرجة , إلى كم هذا التسويف والمجمجة , بضائعكم كلها بهرجة وطريقكم صعبة عوسجة , وستعرفون الخبر وقت الحشرجة ".
اى - والله - صدقت يا ابن الجوزى .. وسبحان الملك! كم فضل علم السلف على علم الخلف.
انظر إلى كلام الرجل ترى رجلا خبر وسبر , فتكلم عن رؤية ونظر.
فانطلق في رحلتك على بصيرة وكفاك مجمجة ولجلجة وعوججة.
واعلم - أخى الحبيب- أن من بركات السفر إلى الله - تعالى - ما يتم به من اسباغ النعمة على العبد وما قد يفتح الله على عباده من أبواب وخزائن النعم , وما يتفضل به على عباده من الرحمة التي لا تخطر على بال بشر الا من عاش لذتها وارتشف من معينها.
اننى - أيها الحبيب - حين طالبتك بالتزود والتفت عنى بزعم أنك