الطريق لفشلك في الحصول على الدنيا , فأردت أن تحصل عليها بزعم الاخرة .. حدد هدفك أيها المسكين , واعلم أن العليم الخبير بالنوايا بصير.

لما ذهب اعرابى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقسم له قسما من الفىء , قال الرجل: " ما على هذا تبعتك! " .. فحرر نيتك: علام اتبعتنا؟!

" والنية - أيها الحبيب - أصل العبادات , وبها يتميز الصحيح من السقيم , والخالص من غيره , وبالنية تتحدد منازل السالكين , ووجهة القاصدين , ومن يريد بها وجه الله تعالى , أو يريد السفر بأي نوع كالهجرة , إذ انها قد تكون لمصلحة دنيوية , أو دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها , وبهذه النية يتحدد الإخلاص الذي به يؤجر المرء على متاعب الطريق , وبه يستعذب العذاب , وبه تهون مشاق الطريق.

والإخلاص وحده يقود إلى شفافية القلب , وصفاء الوجدان , لأن المؤمن لا يفكر بعده الا في عظمة ربه ولا يتوجه الا إلى خالقه .. فلا يضيره متاعب المثبطين , ولا نداء المرجفين , ولا يقعده فتور الهابطين ".

يقول ابن القيم - عليه رحمة الله -:

" فالإخلاص سبيل الخلاص , والاسلام هو مركب السلامة , والايمان شاطىء الامان ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015